Rape of the German Women by the Soviet Army Soldiers 1945 Arabic

بعد دخوله برلين وحصاره هتلر في خندقه
برلين- سمير عواد: في أحد أيام شهر أبريل عام 1945 وبعد أيام قليلة علي زحف القوات السوفيتية إلي ألمانيا انضمت صحافية ومصورة ألمانية تدعي مارتا هيلر إلي جنود الجيش الأحمر وعقدت رابطة حميمة مع ضابط سوفييتي بعدما تعرضت للاغتصاب مرارا علي أيدي رفاقه الجنود. وتعتبر شاهدة علي ما حصل في ذلك الوقت في ألمانيا من اغتصاب للفتيات والنساء الألمانيات علي أيدي الجنود السوفييت. بعد ما يزيد علي ستين عاما بدأ الألمان عملية بحث للعثور علي بعض النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب علي أيدي الجنود السوفييت بعدما دخل الجيش الأحمر برلين وحاصر الزعيم النازي في خندقه. وإضافة لذلك بدأت صالات السينما الألمانية هذا الأسبوع عرض فيلم (امرأة في برلين) تدور أحداثه في المدة الأخيرة من الحقبة النازية ويركز علي تعرض نساء وفتيات ألمانيات للاغتصاب علي أيدي جنود الجيش الأحمر. وتجد الأفلام التي تقع أحداثها الحقبة النازية رواجا كبيرا ويجد بعض المراقبين أن هناك محاولة من صناعة السينما الألمانية مدعمة بتأييد سياسي في معالجة الماضي الألماني. قبل سنوات شاهد الألمان فيلم (الأفول) الذي تدور أحداثه حول العشرين يوما الأخيرة من حكم هتلر وتعامله مع مساعديه قبل أن ينتحر مع زوجته إيفا براون. كما شاهد الألمان فيلم (لائحة شندلر) الذي يتحدث عن المواطن الألماني شندلر الذي آوي بعض اليهود في منزله ووفر الحماية لهم من خطر الانتهاء في معسكرات الاعتقال النازية. وبعد مرور عقود طويلة علي غارات سلاح الجو البريطاني علي مدينة (دريزدن) والتي وقعت بعد إعلان ألمانيا استسلامها انتقم الألمان بحملة إعلامية كان الغرض منها إبلاغ العالم أن الطيارين البريطانيين ارتكبوا جريمة ضد الإنسانية في ليلة واحدة وبعد أن بدأ الناس يحاولون الخروج من خنادقهم أغارت مقاتلات حربية علي المدينة ورمت عليها قنابل حارقة ووقع أكثر من 45 ألف قتيل. وذكرت كتب التاريخ أن نساء وفتيات ألمانيات تعرضن للاغتصاب علي أيدي الجنود السوفييت بعد استسلام ألمانيا لكن بالكاد تعرض أحد بالتفصيل لهذه المسألة وكانت بمثابة آخر المحرمات إلي أن زال الستار عنها بظهور فيلم (امرأة في برلين).
تدور أحداث الفيلم في ربيع عام 1945 عندما كان نظام هتلر علي حافة الهزيمة وشارفت نهاية الحرب المدمرة التي بدأتها ألمانيا النازية قبل ست سنوات بعد أن غزت واحتلت مناطق واسعة في أوروبا الشرقية وصولا إلي الاتحاد السوفييتي، وقتلت ملايين البشر، والجيش الألماني خارت قواه واندحر عندما انقض الجيش الأحمر علي ألمانيا لينتقم من الألمان شر انتقام.
وقام الجنود السوفييت بعد انتشارهم مع جنود حلفاء الحرب العالمية الثانية (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا والاتحاد السوفييتي) بإشاعة الرعب في نفوس الألمان من جنود ومدنيين فنهبوا وأحرقوا وقتلوا واغتصبوا فتيات ونساء ألمانيات. لكن كتب التاريخ تقول أيضا أن السوفييت لم يقوموا وحدهم بهذه المخالفات بل قام بها أيضا جنود من جيوش الحلفاء بعد أن غزوا ألمانيا. بينما انتشر جنود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في الشطر الغربي من ألمانيا جاء الجيش الأحمر إلي برلين التي لجأ إليها هتلر ليقود من خندقه المعركة الحاسمة التي خسرها وتبخر حلمه بقيام ألمانيا الكبري. لكن المؤرخين يشيرون إلي أن نسبة جرائم الاغتصاب وقعت بصورة أكبر في المناطق التي سيطر عليها الجيش الأحمر خاصة في الشطر الشرقي حيث يقدر عدد الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب علي أيدي الجنود السوفييت بنحو مليونين وذلك قبل أشهر قليلة علي نهاية الحرب. وتم اغتصاب بعضهن عدة مرات.
بيد أن موضوع اغتصاب الفتيات والنساء الألمانيات علي أيدي جنود حلفاء الحرب ظل لعقود مسألة محرمة فإن عرض فيلم (امرأة في برلين) بدأ يسلط الأضواء علي هذه المسألة. وظهرت نساء ألمانيات في برنامج المرأة (موناليزا) قبل أسبوع فتحدثت امرأة تعيش اليوم في مدينة هامبورج عن تعرضها للاغتصاب عندما كانت تبلغ تسع سنوات من العمر وامرأة ولدت بعد الحرب وباحت لها والدتها بأن والدها جندي سوفييتي وحملت بها سفاحا. والفيلم يعتمد علي أحداث ذكرها كتاب (المجهولون) وضعته مارتا هيلر تحت اسم مستعار في عقد الخمسينيات حول ما جمعته حول هذا الموضوع من معلومات وقعت بين شهري أبريل ويونيو عام 194. لكن بعد نشر الكتاب ظهرت ردود فعل سلبية جدا دفعت الكاتبة إلي عدم إعادة طبع الكتاب طالما هي علي قيد الحياة. بعد وفاتها في عام 2001 تم الكشف عن هويتها وأعيد طبع الكتاب الذي حقق مبيعات كبيرة عندما ظهر من جديد في عام 2003. تلعب الممثلة الألمانية نينا حص دور امرأة تعرضت إلي الاغتصاب عدة مرات من قبل جنود سوفييت قبل أن واردتها فكرة للخلاص من هذا المصير فأقامت علاقة حميمة مع ضابط سوفييتي لكي تحمي نفسها من اعتداءات أخري.
يري المراقبون أنه بغض النظر عن الفيلم إلا أن أحد المواضيع المتعلقة بالحرب العالمية الثانية لم يعد سرا وأصبح قضية مطروحة للنقاش كما أن النساء اللواتي تقدمن بالسن اليوم يحتجن إلي علاج ولو في وقت متأخر. إذ يسود اعتقاد في ألمانيا أن عرض فيلم عن هذه المسألة ورواج الكتاب سوف يدفع الكثير من النساء المعنيات إلي الكلام عن تجاربهن. علاوة علي أنه يعيش في ألمانيا مجموعة كبيرة من أبناء وبنات أباؤهم جنود سوفييت. ورغم أن ألمانيا أقامت علاقات متينة مع حلفاء الحرب العالمية الثانية إلا أن مناقشة موضوع مثل قيام الجنود باغتصاب فتيات ونساء خلال الحرب ظل من المحرمات. بعدما أعلنت ألمانيا استسلامها أدركت ملايين النساء خاصة اللواتي كن في برلين التي لجأ إليها هتلر في معركته الأخيرة أن الجنود السوفييت سوف ينتقمون منهن أيضا. لم يكن هناك الوقت الكافي كي تطلع النساء بناتهن عما قد يحدث لهن. وعمدن البعض لإخفاء بناتهن في مخابئ وعلي السطوح وبعض النساء والفتيات انتحرن أما البعض فقد ابتدعن إستراتيجية أخري وهي مصاحبة أحد الجنود أو الضباط كي لا يمسها آخر لكن الجنود السوفييت أرادوا فقط التسلية ولم يفكر أحدهم بأخذ امرأة ألمانية لتعيش معه في الاتحاد السوفييتي فالعداوة كانت كبيرة ومتبادلة. كان الألمان يصفون الألمانية التي تصاحب جندياً سوفييتياً بالعاهرة. ما يزيد علي مائة ألف امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب في برلين في الفترة من أبريل حتي سبتمبر 1945 بينما بلغ عدد اللواتي اغتصبهن الجنود الروس في سائر المناطق خاصة في الشطر الشرقي نحو مليونين مما نتج عن ولادة عشرات الأطفال الذين كانوا يتعرضون للشتائم فور الكشف أن أمهم ألمانيا والأب جندي سوفييتي. وغالبية هؤلاء لا يعرفون حتي اليوم أن آبائهم جنود سوفييت. من العوارض التي انتشرت بين النساء والفتيات الألمانيات بعد هذه التربة المريرة الإصابة بأمراض جنسية والاغتسال باستمرار والحمل وكثير منهن لم يتمكن بعد ذلك من العيش حياة عادية أو معاشرة الرجال وكن يصبن برعب كلما سمعن شخص يتحدث اللغة الروسية. وكانت الآلة الدعائية السوفيتية قد دعت الجنود السوفييت إلي الانتقام نتيجة الأهوال التي ارتكبها الجيش الألماني النازي في الاتحاد السوفييتي لكن لم يطلب أحد منهم اغتصاب النساء والفتيات. وكان الجنود النازيون قد اغتصبوا نساء وفتيات من روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء بعد جرهن إلي ألمانيا للعمل الإجباري في مصانع إنتاج السلاح. وأراد السوفييت إرسال رسالة انتقام إلي الجنود الألماني الذين خسروا الحرب: أيها الجندي الألمان لقد خسرت الحرب ولم يعد بوسعك حتي حماية زوجتك. في هذا الوقت قامت مئات معسكرات الاعتقال التي زج فيها مئات الآلاف من الجنود الألمان المهزومين. ولم يكترث أحد في العالم ليتحدث عن الضحايا الألمان علي ضوء الأهوال التي تسبب بها الجيش النازي خاصة في أوروبا الشرقية وكذلك الهولوكوست. وعندما عاد الجنود الألمان من معسكرات الاعتقال انتحر بعضهم بعدما بلغه أن زوجته تعرضت لاغتصاب من الجنود الروس وانتهت زيجات أخري بالانفصال.
قليل من النساء كتبن بعد الحرب عن التجربة التي مررن بها لكن صحافية برلينية لم تذكر اسمها ألفت كتابا حول المسألة نشرته في عام 1954 باللغة الإنجليزية لأنه كانت من مصلحة الولايات المتحدة وبريطانيا بالذات تأليب الناس علي السوفييت بعدما بدأت الحرب الباردة وفي عام 1959 صدر الكتاب باللغة الألمانية عن دار نشر سويسرية. بعد وفاتها في عام 2001 أعلن أن اسمها مارتا هيلر وفيلم(امرأة في برلين) سيخلدها لأنه يعتبر أفضل تكريم لها ووسيلة لمناقشة جرح آخر من الجراح التي أصابت ألمانيا جراء جنون هتلر.

Comments

Popular posts from this blog

Heinrich Himmler's personal life and wife, Margarete

Raping of German Women by Russian, American and British Soldiers at the End of WW II